رفعَ الله تعالى مكانة العلم وأهله، وعظَّم منزلتهم وأعلَى شأنَهم، قال تعالى ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ﴾، وبيَّن سبحانه أن العالِمَ والجاهِلَ لا يستوُون، فقال:﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ ولفضله ومنزلته كان ﷺ يسأل الله المزيد منه، فمن دعائه: (اللهم انفَعْني بما علَّمتَني، وعلِّمْني ما ينفعُني، وزِدْني علمًا)، وجعله أفضل من العبادة: (فضل العلم خيرٌ من فضل العبادة، وخير دِينكم الوَرَع)، و العلم حسنة الدنيا، كما قال الله تعالى: ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً ﴾. وطلبةُ العلم هم وصية نبينا ﷺ حيث قال: (سيأتيكم أقوامٌ يطلبون العلم، فإذا رأيتُموهم فقولوا لهم: مرحبًا بوصية رسول الله ﷺ). قال ابن القيم رحمه الله تعالى:(إن العلم يرفع صاحبَه في الدنيا والآخرة ما لا يرفعه المُلكُ ولا المال ولا غيرهما). وقد عظم النبي ﷺ من شأن معلمي الناس الخير فقال :( إنَّ اللَّهَ وملائكتهُ وأَهلَ السَّماواتِ والأرضِ حتَّى النَّملةَ في جُحرِها وحتَّى الحوتَ ليصلُّونَ على معلِّمِ النَّاسِ الخيرَ). هذه الفضائل للعلم وأهله، ينبغي للمعلم والطالب أن يجعلا منها حافزًا في الإقبال على العلم والترقي في مراتبه، حتى يدخل ضمن هذا الفضل العظيم الذي جاءت به النصوص الشرعية، ولكي يجد المعلم هذا الأثر في أبناء المجتمع، وما سيقومون به من خدمة لبلدانهم وأوطانهم، فقد أصبح اليوم شاهداً أنَّ الأمم لم تبلغ ما بلغت إلا بالعلم، وما بقي التخلف في بعض البلاد إلا بسبب الجهل وترك الترقي في مجالات العلم . والنصوص الشرعية وإن كان سياقها في فضل العلم الشرعي المستمد من كتاب الله تعالى وسنة نبيهﷺ إلا أن أهل العلم قرروا دخول دراسة بقية العلوم التي تخدم الإنسان والمجتمع، إذا وجدت النية الصالحة في خدمة البلاد والعباد، وتحقيق الكفاية، والسعي في التسهيل على الناس، فهذا مما ينال به صاحبه الرفعة في الدنيا والأجر عند الله تعالى . فعلينا جميعاً معلمين وطلاباً أن نجعل هذه الفضائل والثمرات للعلم نُصب أعيننا، مجتهدين في تحصيله ودراسته، وفي نشره وتعليمه، لكي نكون لبنةً في نشر الإسلام وقيمه، وفي النهوض بالبلاد والعباد. إدارة الأوقاف السنية قسم البحوث وشئون المساجد |
آخر الأخبار >